تراجع إنتاج ليبيا إلى 150 ألف برميل يوميا فقط في مايو أيار 2014 بعدما كانت قبل الانتفاضة ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في أفريقيا بإنتاج يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا.
يبلغ إنتاج ليبيا حاليا نحو 1.1 مليون برميل يوميا. وباعتباره عماد الاقتصاد الليبي، كانت السيطرة على قطاع النفط في بؤرة الاضطرابات التي أعقبت الإطاحة بالقذافي عام 2011، إذ يدور صراع بطيء الإيقاع على النفط يتخلله اندلاع قتال مستعر من حين لآخر.
واستغلت الفصائل المنشآت النفطية كأوراق للمساومة على مطالبها المالية والسياسية. وجرى إغلاق حقول وموانئ في شرق ليبيا في الفترة بين عامي 2013 و2016.
وفي عام 2016، سيطر الجيش الليبي على معظم المرافق النفطية في شرق ليبيا، وتوغلت قواته هذا العام إلى الجنوب لتبسط سيطرتها على حقلي الشرارة والفيل النفطيين الرئيسيين.
وطردت قوات محلية مدعومة بضربات جوية أمريكية تنظيم الدولة الإسلامية من معقله في مدينة سرت في نهاية عام 2016، لكن بعض المرافق النفطية التي تعرضت لهجمات التنظيم لم يتم إصلاحها حتى الآن.
مؤخرا،شن الجيش الوطني الليبي، لتحرير العاصمة طرابلس من سطوة الميليشيات، وهو الأمر الذي بدأت على إثره حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج عملية مضادة لمواجهة تحركات الجيش الليبي.
في ظل توتر الأوضاع في الدولة الغنية بالنفط، أكدت وكالة “بلومبيرج” أن حقول النفط في ليبيا ستتأثر ولكن ليس بشكل فوري، سيحتاج الأمر وقت حتى يشعر المستوردين بالفرق.
وبحسب تقرير دولي، نشره موقع “بوابة إفريقيا”، منتصف العام الماضي، فإن ليبيا تمتلك أكبر احتياطي نفطي، في حين يعتبر الغاز الطبيعي من الموارد الطبيعية الرئيسة للبلاد، مما أهلها لأن تحتل بذلك المركز الخامس في قائمة أغنى الدول الأفريقية.
وأوضحت وكالة “بلومبيرج” أن محطات التصدير الرئيسية بعيدة عن الاشتباكات، لكن العمليات العسكرية تؤثر على المدى البعيد، ويمكن أن تسبب تقلبات هائلة في الإنتاج.
قال مهندس بحقل الشرارة الليبي، وهو أكبر حقول النفط في ليبيا، أمس الجمعة، إنّ الحقل ينتج نحو 285 ألف برميل يومياً.
ويأتي تصريح المهندس (لم يُذكر اسمه)، لوكالة رويترز، مع استمرار التصعيد في ليبيا بعد إطلاق قوات حفتر حملة عسكرية (في 4 أبريل الجاري) للسيطرة على العاصمة طرابلس، التي تتخذ منها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً مقراً لها.
وفي وقت سابق، حذرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية من “زعزعة” يمكن أن تحدث بأسواق النفط العالمية؛ نتيجة تجدد الصراع في ليبيا.
وقالت إن ذلك يأتي في وقت تزداد فيه أسعار النفط ارتفاعاً؛ وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام احتمالات أن تلجأ الولايات المتحدة إلى إعفاء بعض المشترين للنفط الإيراني من العقوبات.
في نفس الإطار،توقع اتحاد نفطي دولي، الجمعة، أن ترتفع أسعار النفط الخام بشكل كبير نتيجة الاشتباكات الدائرة حول العاصمة طرابلس وما قد ينتج عنه من تراجع الإنتاج
ونقلت وكالة “آكي” الإيطالية عن رئيس فرع إيطاليا للاتحاد الدولي لقطاع النفط ميكيلي مارسيليا قوله إنه وبحال بقاء الوضع في ليبيا على هذا الحال- في إشارة للاشتباكات المسلحة- فإن أسعار النفط الخام ستشهد زيادة حادة.
وأضاف المسؤول الإيطالي أن هذه الزيادة قد تكون طويلة الأجل الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات في أسواق الأسهم الدولية ومشغلي السوق، وفق قوله.
وقالت الوكالة إن تصريحات مارسيليا جاءت تعليقا على ما ذكره رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، بأن هناك مخاوف بأن تؤثر اشتباكات طرابلس على إنتاج النفط والغاز في حال استمرت لفترة أطول.
وقال صنع الله في تصريحات لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن القطاع النفطي يواجه أكبر كارثة منذ العام 2011 بسبب الحرب الدائرة في طرابلس.
وأوضح الخبير في قطاع البترول الليبي، مليودي سلمان، لـ«الشرق الأوسط»، أن “حديث صنع الله يرجع إلى مخاوف من احتمالية دخول قوات الجيش إلى قلب العاصمة، ويحدث استيلاء على مقرات المؤسسة الوطنية في طرابلس، ثم يعقب ذلك مقاومة من القوات الموالية لرئيس المجلس الرئاسي تتسبب في الإضرار بهذه الثروة”.
وأبدى سلمان مخاوفه، وقال إن “قطاع النفط في ليبيا مُقبل على تهديدات هي الأخطر منذ رحيل القذافي»، لافتاً إلى أن “المؤسسة الوطنية للنفط هي المعنية بعميلة تصدير النفط، وعلى علم بجميع التعاقدات مع الشركات الدولية… وأي تغيير سيربك عميلة التصدير”.