من جهته، قال ميكيلي مارسيليا، رئيس الفرع الإيطالي للاتحاد المستقل وغير النقابي لقطاع النفط (فيدير بيترولي)، إن المشهد الدولي اليوم والبترول مختلفان بالتأكيد، موضحاً أنه بعد فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية هناك تحركات في الأسواق الدولية من شأنها أن تشكل بسرعة طرق النفط والغاز العالمية الجديدة.
تُصدر عددًا من السلع الزراعية الأساسية إلى الكثير من الدول، لكن ماذا يعني ذلك لمنطقة شمال أفريقيا وتحديدا ليبيا وإلى أي مدى يؤثر الصراع بين الغرب وروسيا على هذا الملف الحيوي في منطقة المتوسط؟
أجاب على هذا التساؤل خبراء إيطاليون متخصصون في الملف الليبي، بدءاً بالحديث عن تأثير الحرب على السلع الغذائية وملف الطاقة، وصولاً إلى التوازنات السياسية.
وقالت ميكيلا ميركوري، مدرس الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط بجامعة نيكولو كوسانو بروما في تصريحات لـ”الشروق”، إن “ليبيا واحدة من دول الشرق الأوسط الأساسية التي تستورد القمح من أوكرانيا، وفيما تم منع تصدير القمح قد يكون له آثار على الشعب وهذا لا يتعلق بليبيا فقط”.
وأوضحت ميركوري، الخبيرة الإيطالية فى الشأن الليبى، أن إيطاليا تستورد من روسيا نحو 40% من الغاز فيما تتوجه حاليا إلى بلاد من شمال أفريقيا، مشيرة إلى زيارة وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو والرئيس التنفيذي لشركة “إيني” الإيطالية كلاوديو ديسكالزي مؤخراً إلى الجزائر لزيادة تدفقات الغاز، حيث يمكن أن تتوجه إيطاليا إلى ليبيا فيما يخص الطاقة والغاز.
واعتبرت الخبيرة الإيطالية أنه سيكون ضرورياً على إيطاليا النظر إلى استقرار ليبيا لاسيما فيما يخص ملف الطاقة.
وقالت ميركوري إن الروس موجودون في ليبيا من فترة طويلة ولكن مع الأزمة الأوكرانية يبدو أن البعض يتجه نحو الجبهة الأوكرانية، معتبرة أن هذا يمكن أن يبدل من ميزان القوى في ليبيا.
من جهته، قال ميكيلي مارسيليا، رئيس الفرع الإيطالي للاتحاد المستقل وغير النقابي لقطاع النفط (فيدير بيترولي)، إن المشهد الدولي اليوم والبترول مختلفان بالتأكيد، موضحاً أنه بعد فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية هناك تحركات في الأسواق الدولية من شأنها أن تشكل بسرعة طرق النفط والغاز العالمية الجديدة.
وأضاف مارسيليا، في تصريحات لـ”الشروق”: “يعمل 40% من قطاعنا في مواقع بها صراعات حرب.. فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه إمدادات النفط لأوروبا وإيطاليا على وجه الخصوص، فإن ليبيا لديها إمكانات كبيرة”.
وتابع مارسيليا إن إنتاج النفط و تدفقات الغاز التي تشتريها إيطاليا ارتفعت، مضيفاً: ننتظر أن يكون الوضع السياسي في ليبيا أكثر استقرارًا ومن ثم يمكن استئناف الاستثمار في آبار النفط الجديدة.
وذكر أن الشركات الإيطالية جاهزة للعمل في ليبيا سواء في الآبار في البر والبحر. وتابع أنه بفضل شركة “إيني” الإيطالية “لدينا موقع متميز في ليبيا ولا يزال هناك العديد من المناطق التي بها احتياطيات نفطية غير مستكشفة”.
ورأى مارسيليا أن ليبيا ستلعب دورًا ذو أهمية أساسية في خطة لإمدادات الطاقة الأوروبية الجديدة.
من جهته، رأي أليساندرو شيبيوني، منسق مكتب شمال أفريقيا والشرق الأوسط لدى وكالة” نوفا” الإيطالية، أن الحرب في أوكرانيا قد تحجب ما يحدث في ليبيا حيث يكون خطر اندلاع أعمال عنف جديدة ملموسًا وهناك مؤشرات مقلقة.
واعتبر شيبيوني، في تصريحات لـ”الشروق”، أن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن يكون لها تأثير عميق ليس فقط في أوروبا لكن أيضًا على الأمن الغذائي لبلدان الشرق الأوسط الكبير مع تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية دراماتيكية محتملة، فأكثر من نصف مليار شخص من المغرب إلى إيران يخشون ارتفاع أسعار الخبز بمعدل الضعف أو ثلاث أضعاف.
وأشار شيبيوني إلى أن الوجود الروسي في ليبيا يعد “شوكة حقيقية” في الخاصرة الجنوبية لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وكذلك رأس جسر يمكن لموسكو أن تتكئ عليه لاختراق إفريقيا.
